ما يحدث في المسجد الأقصى صفعة بوجه العرب  و المجتمع الدولي.. وهذا ما يجب فعله

ما يحدث في المسجد الأقصى صفعة بوجه العرب  و المجتمع الدولي.. وهذا ما يجب فعله

  • ما يحدث في المسجد الأقصى صفعة بوجه العرب  و المجتمع الدولي.. وهذا ما يجب فعله

افاق قبل 7 شهر

ما يحدث في المسجد الأقصى صفعة بوجه العرب  و المجتمع الدولي.. وهذا ما يجب فعله

بقلم رئيس التحرير

فى ظل صمت المجتمع الدولي وعجز  النظام العربي الذي لا يتقن سوى تصدير بيانات الاستنكار والتنديد  تواصل قوات الاحتلال ومستوطنيه اعتداءاتهم على المسجد الأقصى والتنكيل بالمقدسيين  المرابطين في المسجد  الأقصى وباحاته ،  اعتداءات  فاضحه على المسجد الأقصى ازدادت وطيرتها في الأعياد الصهيونية لحد الوصول للنفخ في البوق في ساحات المسجد الأقصى  والتعدي على المصلين والمعتكفين، والإصرار على إلحاق أضرار فى البنية التحتية للمسجد، والعجيب أن هذا الصمت العالمي والعجز العربي  على هذه العمليات الإرهابية يأتي فى ظل مجتمع دولي يتباهى يوميا بمواثيق دولية لحماية دور العبادة، فأين هي هذه المواثيق من حماية المسجد الأقصى؟ .. وأين دور المجتمع الدولي من جرائم الكيان الصهيوني الهمجية في تدنيس المقدسات الإسلامية؟.. ولماذا يقف المجتمع الدولي صامتا ضد محاولات المتطرفين والكيان الصهيوني من إخلاء الأقصى المبارك من أهله، وفرض واقعٍ سياسي بقوة السلاح لتغيير الهوية التاريخية للمقدسات الإسلامية، والعمل على تكريس التقسيم الزماني والمكانى للقدس الشريف والمسجد الأقصى؟

أين الموقف العربي والجامعة العربية مما يحدث ولما لا تتخذ قرارات نافذة ورادعه من قبل أعضاء ألجامعه العربية بحق الكيان الصهيوني ولما لا يدعو أمين ألجامعه العربيه لاجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب  وعلى جدول الأعمال تعليق العلاقات مع الكيان الصهيوني ووقف التطبيع وتجميد كافة العلاقات الاقتصاديه لحين وقف الاعتداءات على الاقصى واقامة الدوله الفلسطينية المستقله وعاصمتها القدس وفق ما نصت عليها مبادرة السلام وأقرها العرب في كل مؤتمرات القمة

 

فقولا واحدا، ما يحدث الآن من  انتهاكات للمسجد الأقصى ومن تهميش متعمد للقضية الفلسطينية من قبل المجتمع الدولي يدفع إسرائيل إلى مواصلة الانتهاكات، بل سيؤدى حتما إلى تفاقم الأوضاع وعدم الاستقرار في المنطقة ككل مما يُنذر باضطرابات في المستقبل، ويجعل الأمور أكثر سخونة، ويُقلل من احترام مسارات السلام والتفاوض، لأنه ببساطة  الشعب الفلسطيني ليس لديه ما يخسره فلن يبخل بدمائه أبدًا، خلاف أن هذا يٌنذر باشتعال المنطقة ككل لأنه في ظل الاستقطاب العالمي الحادث الآن ما ينذر بتدحرج تداعيات الاعتداء على المسجد الاقصى ليشعل فتيل الحرب الدينيه

 

على ضوء كل تلك التداعيات بات مطلوب من كل الفلسطينيين العمل على إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، والتوحد والاصطفاف، ويجب على الأمة العربية والإسلامية اتخاذ مواقف حاسمة تجاه ما يحدث في الأقصى والقدس الشريف، وعدم التعويل على المجتمع الدولي، لأنه لو كان يريد المجتمع الدولي فعل شيء لفعل، خاصة أن هناك عشرات القرارات من مجلس الأمن الدولي لم يستطع أو يرغب في تنفيذ قرار واحد منها، بل لديه مئات التوصيات من قبل الأمم المتحدة بشأن الصراع الفلسطينى الإسرائيلي على مدار العقود الماضية وحتى الآن لم يستطع أو يرغب فى تنفيذ هذه التوصيات، إذن المجتمع الدولي لا يريد ولا يرغب، وبالتالي لا يقوم بمسؤولياته تجاه تواصل  الاعتداءات الاسرائيليه وانتهاك حرمة الاديان واستباحة الدم الفلسطيني ، لا على المستوى القانوني أو الأخلاقي والإنساني، فالتعويل عليه فى ظل هذا الصمت المتعمد هدر للوقت والجهود، بل بمثابة منح فرصة للكيان الصهيوني تنفيذ ما يريد من مخططاته الإستراتيجية.

 

 

ولأن أيضا تغافل المجتمع الدولي عما يحدث الآن في فلسطين في ظل التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي ومحاولة فرض أمر واقع للضم   يؤدى قطعا إلى استحالة تحقيق  مبدأ "حل الدولتين" لأن التداخل السكاني بين الشعبين الفلسطيني واليهودي نتيجة التوسع في الاستيطان لا يمكن ترسيمه جغرافياً، وأن الهوية الوطنية لا يمكن طمسها بالتجنيس، وبالتالي فإن مشروع حل الدولتين الذي  يعترف به العالم أجمع منذ تم طرحه في الأمم المتحدة عام 1947، والذي قام على أساسه اتفاق أوسلو 1994، سيصبح من المستحيلات.

 

لذا.. يجب على الجميع أن يعى ما تفعله إسرائيل يأتي ضمن إستراتيجيتها ا العنصرية البغيضة المتمثلة بمفهوم يهودية ألدوله   التي لا تتغير بتغير الحكومات،  والموضوع لا يمكن توصيفه بوجود حكومة متطرفة، فالناظر إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ أكثر من ٧٠ عاما لا يجد إلا الإصرار على  تكريس التقسيم ألزماني والمكاني في الأقصى والقدس، والاعتماد على مجموعة من اللاءات الغير قابلة لأي نقاش أهمها، لا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولا لعودة اللاجئين الفلسطينيين، ولا لإيقاف الاستيطان الإسرائيلي، ولا لحرمان إسرائيل من المياه العربية، ولا لوجود تحالف عربي استراتيجى يهدد حلمها أو مصالحها.

 

ولا يجد أيضا إلا حكومات تتقن سياسة المراوغات والوعود الكاذبة، والقيام بعمليات عسكرية بين الحين والآخر من أجل سياسة الردع، وتعزيز الانقسام بين الأطراف الداخلية، والحفاظ على مصادر القوة مقابل الحفاظ على حالة الضعف للفلسطينيين، وبالتالي فلا فرق بين حكومة نتنياهو المتطرفة أو غيرها من الحكومات، فالكل يأتي وفق لإستراتيجية وأهداف كبرى يعمل على تحقيقها وفقا لمعطيات المرحلة.

 

وأخيرا .. إن ما يحدث من اعتداءات على المسجد الأقصى بمثابة صفعة قوية للنظام العربي  والعرب والمسلمين  و المجتمع الدولي، وأن مهما طال هذا الصمت العالمي ستبقى فلسطين تتصدر الأولويات  مهما كانت الاستراتيجيات، ومهما طال الصراع .. والنصر في النهاية لأصحاب الحق الشرعيين هم الفلسطينيين

 

التعليقات على خبر: ما يحدث في المسجد الأقصى صفعة بوجه العرب  و المجتمع الدولي.. وهذا ما يجب فعله

حمل التطبيق الأن